بينما أطلقت الهيئة الملكية لمدينة الرياض مشروع حافلات الرياض في مرحلته الأولى، ألقى مشروع الملك عبد العزيز للنقل العام بظلاله على واقع الازدحامات التي تشهدها شوارع العاصمة، عبر تشغيله لأكثر من 340 حافلة تخدم الركاب، بواقع 633 محطة ونقطة توقف، فيما يعزز المشروع ترابط أجزاء العاصمة التي باتت مترامية الأطراف، ويسهم في تخفيف حدة الخناق المروري، ويوفر خدمة احتياجات التنقل في المدينة.
وفي الوقت الذي كان يفضّل معظم السعوديين قيادة مركباتهم، باتت "حافلات الرياض" بالنسبة لهم خيارهم المحبب، تحرراً من عبء الازدحامات الخانقة التي يكابدونها خلال معايشتهم اليومية، إذ أصبحوا يرتادون الحافلات لقضاء مشاويرهم، وهو الأمر الذي رصدته " أخبار 24 " خلال جولة ميدانية قامت بها على المشروع ذاته الذي أحدث نقلة نوعية في قطاع النقل العام.
ويستطيع الراكب الصعود على متن الحافلة بشراء التذاكر إذ تبلغ تكلفة تذكرة الرحلة على متن "حافلات الرياض" 4 ريالات صالحة لمدة ساعتين تبدأ من أول تسجيل دخول لإحدى الحافلات أو من خلال تفعيل التذكرة عبر التطبيق، ويمكن الانتقال إلى حافلة أخرى بنفس التذكرة خلال هذه المدة.
كما سُهلت آلية شراء التذاكر للاستفادة من الخدمة، لتواكب احتياجات جميع الركاب، عبر "بطاقة درب" الخاصة بالخدمة، أو من خلال التطبيق، أو أجهزة البيع في المحطات الخاصة بالحافلات، أو عبر دفع قيمة التذاكر على متن الحافلة باستخدام البطاقات البنكية والأجهزة الذكية.
وفي سياق متصل، ذكر مصدر ميداني لـ "أخبار 24" أن أجهزة البيع داخل محطات المشروع كافة تضم داخلها 500 بطاقة "درب" إلكترونية، موضحاً أن مدة صلاحية استخدام هذه البطاقة تصل إلى خمس سنوات، لافتاً إلى أن هذه الأجهزة تضم وسائل دفع مختلفة، غير أن " الكاش" بحد ذاته لا يمكن استرداد المتبقي منه.
وبالعودة إلى الجولة الميدانية، فقد كشفت عن أن حافلات المشروع في مرحلته الأولى تتمتع بتوافر وسائل السلامة والأمان كافة للركاب، إضافة إلى شاشات مخصصة لاستعراض المسارات، والمحطات، ونقاط التوقف، كما أن داخل الحافلة مقاعد خاصة جرى توفيرها للأسر، وذوي الإعاقة، فضلاً عن المقاعد الإضافية، لتنقل الركاب في وقت قياسي إلى وجهاتهم حيثما أرادوا.
وكانت الهيئة الملكية للرياض قد أعلنت عن أن خدمة "حافلات الرياض"، ستسهم في المحافظة على البيئة والصحة العامة في المدينة، من خلال تشغيل حافلات صديقة للبيئة تعمل باستخدام وقود "منخفض الكبريت"، فضلاً عن مساهمتها في خفض تلوث الهواء الناتج عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتج من عوادم السيارات، من خلال تقليص الاعتماد على استخدام السيارات الخاصة، مع توفر وسيلة نقل عام آمنة ومريحة وسهلة.
يذكر أن مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض يشمل تنفيذ شبكة متكاملة من القطارات والحافلات، وتعمل على تلبية متطلبات التنقل القائمة والمتوقعة في المستقبل في مدينة الرياض، وتوفر خدمة تنقل حديثة وآمنة في مختلف أرجاء العاصمة، وتقدم حلول المدن الذكية لسكانها وزوارها، بما يسهم في تطويرها وتحسين بيئتها الحضرية.
ولعل أبرز مخرجات زيادة عدد سكان الرياض اليوم مشكلة الازدحام المروري والذي بات مهدِّداً بآثار صحية واقتصادية، واجتماعية وأمنية إذا لم يتم تداركها قبل استفحالها.