يتواصل سماع إطلاق النار ودوي الانفجارات والاشتباكات في العاصمة السودانية الخرطوم، منذ صباح اليوم (الإثنين)، وذلك بسبب القـتال الدائر لليوم الثالث بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع المسلحة بزعامة محمد حمدان دقلو "حميدتي".


انشقاق متحدث قوات الدعم السريع

أعلن الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع، الرائد نجم الدين عبدالله انشقاقه عن صفوف الدعم السريع، مؤكدا استجابته بتنفيذ أوامر القوات المسلحة بإنهاء انتداب ضباط قوات الدعم السريع، مضيفا أنه حاليا ليس متحدثا رسميا لأي جهة، كما أنه لم ولن يصرح بالأحداث الجارية في بلاده لأي جهة إعلامية.

عودة بث التلفزيون

وعاد البث للتلفزيون السوداني بعد انقطاع استمر ساعات، وأعلن الجيش استعادة البث بعد محاولة ما وصفها بـ"ميليشيات الدعم السريع" تدمير البنية التحتية إثر عجزها عن إذاعة بيانها.

حل الدعم السريع

أفادت وزارة الخارجية السودانية أن رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان أصدر قراراً بحل قوات الدعم السريع وإعلانها قوة متمردة.

وأشارت الوزارة إلى أن الوساطات الوطنية والإقليمية والدولية فشلت في إقناع الدعم السريع بالاندماج بالقوات المسلحة.

وشددت على أن ما يحدث شأن داخلي، وأنه ينبغي أن يُترك للسودانيين إنجاز التسوية المطلوبة بعيداً عن التدخل الدولي، معربة في الوقت ذاته عن الجهود الدولية الرامية لتهدئة الأوضاع في البلاد.

ارتفاع عدد القـتلى

وارتفع عدد القـتلى إلى 100 قتيل، وتخطى عدد المصابين جراء الاشتباكات أكثر من 1126 جريحاً، بينما لم يعلن الجانبان المتنازعان حصيلة الضحايا البشرية بصفوفهما، في حين أصبح السودانيون يلازمون منازلهم وسط القصـف المتواصل في الشوارع الرئيسية وداخل بعض الأحياء.

وأكدت منظمة الصحة العالمية وجود صعوبات تواجه الأطباء والقطاع الصحي في الخرطوم بسبب انعدام الأمن، ونفاد الإمدادات الطبية التي وُزعت قبل التطوُّرات الحالية بينما أوضحت لجنة أطباء السودان المركزية أن أكثر من نصف القـتلـى في الخرطوم وضواحيها.

ودق الأطباء والعاملون في المجال الإنساني ناقوس الخطر بعدما أصبحت بعض الأحياء في الخرطوم محرومة من التيار الكهربائي والمياه منذ السبت الماضي، فيما حذرت متاجر البقالة من أنها لن تصمد لعدة أيام إذا لم تدخل شاحنات المؤن إلى العاصمة.

استمرار القتـال حول المقار السيادية

وأعلن كل طرف منهما سيطرته على التلفزيون الرسمي، لكن سكان محيط مقر التلفزيون يؤكدون أن القتال متواصل فيما تكتفي المحطة ببث الأغاني الوطنية.

وبينما بثت قوات الدعم السريع مقطع فيديو زعمت أنه لسيطرتها على مقر قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، نفى الجيش السوداني صحة المقطع وأكد أنه لا يزال يواصل السطيرة على منطقة القيادة العامة، في حين يحتدم القتال بمحيط القصر الجمهوري وسط تحليق وضربات للطيران الحربي.

وفي مطار مروي العسكري لا تزال الاشتباكات جارية بين طرفي الصراع، وسط زعم كل منهما السيطرة عليه.

حميدتي يطالب المجتمع الدولي بالتدخل

من جهته استنجد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" بالمجتمع الدولي للتدخل، وقال إن الجيش يشن حملة وحشية ضد الأبرياء ويقصفهم بطائرات "الميغ"، واصفاً قائده عبدالفتاح البرهان بـ"الإسلامي المتطرف"، ومتعهداً بملاحقته وتقديمه للعدالة.

وأضاف في تغريدات على حسابه في "تويتر" أن قواته "تحارب الإسلاميين الراديكاليين الذين يأملون في إبقاء السودان معزولاً في الظلام، وبعيدا عن الديموقراطية".

وشدد على أن المعركة التي تخوضها قواته ضد الجيش السوداني "ثمن الديموقراطية" ونضال لضمان التقدم الديموقراطي الذي يتوق إليه السودانيون، وأنها جاءت رداً على الحصار والاعتداء على قواته.

وتابع: "نحن نتخذ كل الإجراءات الممكنة لضمان سلامة وأمن الناس. لن نسمح بأي ضرر يلحق بهم، وسنفعل كل ما في وسعنا لحماية الديموقراطية ودعم حكم القانون في السودان. سننتصر ونحقق السلام والاستقرار".

مطالبات دولية بوقف إطلاق النار

من جهة أخرى، دعا وزيرا خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا من اليابان اليوم إلى وقف فوري للعنـف وإطلاق النار والعودة إلى المحادثات في السودان.

وأعلن الاتحاد الإفريقي أن رئيس مفوضيته موسى فقي محمد سيتوجه فورا إلى السودان للتحدث مع الطرفين بشأن وقف إطلاق النـار.

يذكر أن الجيش والدعم السريع وافقَا على مقترح الأمم المتحدة بفتح مسارات آمنة للحالات الإنسانية لمدة 3 ساعات لكن رغم ذلك ظل يُسمع دوي إطلاق نـار كثيف في وسط الخرطوم قرب المطار فيما تصاعد دخان أسود كثيف من المنطقة المحيطة.

وتستخدم كل أنواع الأسلحـة من بنادق ومدفعية وطائرات مـقاتلـة، في هذه المعـارك التي تشهدها العاصمة ومدن أخرى في السودان خاصة التي يملك فيها الدعم السريع معسكرات.