بينما يُعد مفهوم "صناعة المكان" توجهاً لافتاً في تحسين مستوى الفراغ الحضري للمدن، وتصميم وإدارة الأماكن العامة، التفتت السعودية تجاه هذا المفهوم، من أجل خلق القدرة على التفرّد، في صناعة مشروعات ذات طابع سعودي، تعود بعائد اقتصادي مغرٍ لخزينة البلاد.
ومنذ أن تبوأ الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، جعل "المدن" وتطويرها ورفع تنافسيتها واستحداث مشروعات تعزز اقتصاداتها نصب عينيه، لذا أطلق مشروع "نيوم"؛ النموذج العالمي الرائد في مختلف جوانب الحياة، ليكون عامل جذب للاستثمارات الخاصة والشراكات الحكومية، ليلحقه بعدئذ مشروع "ذا لاين"، المدينة الرئيسة في نيوم، والذي يمثل مشروعاً فريداً من نوعه.
وكان للرياض نصيب من اهتمام ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بإطلاقه مشروع المربع الجديد، كأكبر "داون تاون"، و"القدية" الذي يعد مشروعاً لأكبر مدينة ثقافية، ورياضية، وترفيهية، نوعية في المملكة، فضلاً عن أنها ستدعم الزائرين بوصفها عاصمة المغامرات المستقبلية، فيما تبلغ مساحتها نحو 300 كيلومتر مربع تقريبًا.
وبالعودة للحوار الشهير لولي العهد في مجلة "ذا أتلانتيك" فقد قال: "نؤكد مجدداً أننا لا ننسخ المشاريع، بل نحن نحاول أن نكون إبداعيين. إننا نحاول استخدام الأموال التي نملكها في صندوق الاستثمارات العامة، والأموال التي نملكها في ميزانية الحكومة بطريقة إبداعية تعتمد على ثقافتنا وعلى الإبداع السعودي".
وبتبصر في نوعية المشروعات التي تنفذها السعودية وفقاً لرؤية المملكة 2030، يلحظ المتابع أنها ليست في وارد التطبيق في مكان آخر، فعلى سبيل المثال، مشروعا "العلا" و"الدرعية" مشروعان ثقافيان نادران، فالثاني يعتمد على التراث الثقافي ذي الطابع النجدي، أما الأول فإنه يحظى بمواطن جمال لافتة، تضم مدافن منحوتة وتشكلات صخور رملية وغيرها.
ولقد برع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في استثمار الموارد الطبيعية التي تحظى بها البلاد، على غرار مشروع "البحر الأحمر"، إذ يعد وجهة سياحية فريدة تحقق أهداف رؤية 2030، وتضم 90 جزيرة لم تُسكن بعد، علاوة على توافر 75% من الجزر التي ستكون محمية بيئياً.
ومن نافلة القول، أن الابتكار الخلاّق للأماكن النابضة بالحياة في الخريطة الحضارية وتقديم نماذج غير مستنسخة وتصاميم غير تقليدية، يعد وعياً سعودياً لافتاً في العملية التنموية، ومكونات البيئة العمرانية، وهو الأمر الذي تحقق باستحداث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هذه المشروعات الحضارية، التي لا مثيل لها، والتي ستضيف شيئاً جديداً للعالم، حسب ما قاله ولي العهد سابقاً.