لم يؤثر فرض رسوم جمركية في التبغ بتقليل واردات المملكة منه، حيث أظهر إحصاء (حصلت "الاقتصادية" على نسخة منه) أن واردات المملكة من التبغ زادت بنسبة 57 في المائة في عام 2011 مقارنة بـ 2009، إذ ذكرت مصلحة الجمارك، أن واردات "التبغ" و"إبدال تبغ" المصنعة إلى المملكة وصلت كميتها خلال عام 2011م إلى 57838 طنا بقيمة 3.3 مليار ريال، بينما بلغت واردات المملكة من التبغ في عام 2009 ما قيمته 2104 ملايين ريال.

واعتبر عبد الله السلمان عضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين، أن "هذه الكمية تعد مرتفعة جداً نظراً إلى أن الضرائب مازالت منخفضة بينما يفترض أن تزيد لأنها في الأصل تذهب إلى علاج الأمراض التي تنشأ عن التدخين".

وقال: "حتى الآن لم ترفع أسعار الرسوم بالشكل المطلوب، فسعر علبة التبغ ما زال عشرة ريالات، وما زال يباع للمراهقين بحسب الدراسات المحلية، بينما يفترض أن يقترب من سعره في أوروبا وأمريكا حيث يصل سعر العلبة إلى 45 ريالا، ويمنع بيعه على الأطفال"، لافتاً إلى أن نسبة المدخنين هي الأعلى في السعودية، خصوصاً في قطاع السيدات.

ورأى أن السيدات هن الأسرع في دخول عالم التدخين، مشيراً إلى أن نسبة السيدات المدخنات 10 في المائة، وتزيد هذه النسبة لدى السيدات العاملات في قطاع الأعمال والشركات.

وقال إن هذه النتيجة تتفق مع دراسة جديدة نشرت في المجلة الأمريكية للصحة العامة، حيث أوضحت أن احتمالات التدخين تكون عالية بالنسبة للأفراد الذين ينظر أنهم عوملوا بشكل مختلف بسبب العرق أو الجنس، إضافة إلى الأفراد الذين يتلقون معاملة أسوأ في المجتمع أو أماكن العمل فكانوا أكثر عرضة للتدخين من غيرهم بنسبة 42 في المائة.

وذكر أن دراسة "كوسجرف" عن التدخين تكشف عن وجود صعوبة لدى السيدات المدخنات في التوقف عن التدخين أكثر من الرجال، نظراً إلى أن دماغ المرأة يستجيب بشكل مختلف للنيكوتين، فالرجال المدخنون يزيد لديهم عدد مستقبلات النيكوتين في المخ مقارنة بغير المدخنين، وهذا الأمر لا يحدث لدى النساء حيث تظل أعداد مستقبلات النيكوتين واحدة كغير المدخنات وهو ما يجعل العلاج القائم على تقليل نسبة النيكوتين غير ناجح بالنسبة للسيدات كما هو في الرجال.

ويضيف السلمان: "رفع الرسوم الجمركية ورفع الغرامات على التدخين يقلل من نسبة المدخنين ونسبة من يتعرضون لدخان التبغ غير المباشر بحسب دراسات عالمية، معتبراً أن قرار إبعاد محال التدخين أو حظر التدخين في الأماكن العامة يزيد عالمياً من عدد من يتمتعون بالحماية من دخان التبغ غير المباشر بنسبة تتجاوز النصف حيث وصل إلى 739 مليون نسمة العام السابق بعد أن كان يناهز 354 مليون نسمة في عام 2008.

وقال إن زيادة الضرائب تساعد على تقليل عدد المدخنين أنفسهم، وتقليل نسبة من يدخلون عالم التدخين كإجراء وقائي، مؤكدا أهمية إبعاد المحال التي تبيع مستلزماتها أيضا التي زادت بنسبة 200 في المائة ليصعب على الأفراد شراؤها وتناولها في المنزل.

وشدد على دور القنوات التلفزيونية في الترويج للتدخين عبر الدراما التلفزيونية، معتبرا أن التحذير الخطي من مخاطر التدخين وأضراره لا تأثير له مقارنة بما تروج له الدراما.

يذكر أن مبادرة التوقف عن التدخين قد كشفت أن نحو 22 ألف سعودي يموتون سنوياً بسبب التدخين.

وذكرت منظمة الصحة العالمية، أن عدد المدخنين في السعودية ستة ملايين منهم 1.5 مليون امرأة مدخنة نصفهن مراهقات.

وتعتبر السعودية رابع دولة مستوردة للتبغ، حيث يقدر متوسط استهلاك الفرد للتبغ فيها 2130 سيجارة سنوياً، كما أعلنت المنظمة، أن عدد من يموت سنوياً في العالم من التدخين خمسة ملايين وهذا الرقم سيرتفع إلى ثمانية ملايين بحلول عام 2030، وسيحدث أكثر من 80 في المائة من تلك الوفيات في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، وسيزداد إجمالي استهلاك التبغ على الصعيد العالمي في الوقت الذي يتم فيه تدخين ستة تريليونات سيجارة سنوياً.