لم تشفع له مهنته كأخصائي سلامة في إنقاذ طفليه الوحيدين عبد العزيز (سنة و8 أشهر) وعبد المحسن (6 أشهر)، اللذين جرفهما سيل تثليث الكبير شرقي منطقة عسير أمام عينيه وزوجته.
بأسى وألم يروي المسعف وأخصائي السلامة بالدفاع المدني عبد الهادي محسن لـ(الجزيرة أونلاين) تفاصيل الحادثة التي أودت بحياة طفليه، حيث يقول وهو يذرف الدمع بمرارة على فراق طفليه بأن القصة بدأت عندما ذهب هو وزوجته لتقديم واجب العزاء في أحد الأقارب، وكان معه ابن خالته، وكان خاله (والد زوجته) يستقل سيارة أخرى مع عائلته، وأثناء عودتهم إلى منزلهم الذي يفصلهم عنه وادي رأى السيل، فحاول العودة وتغيير وجهته بسبب السيل، وأثناء توقفه لبرهة انطفأت سيارته وغمرتهم مياه السيل، ويقول محسن "خالي كان يقف خلف سيارتي، فقمت بإخراج ابني الأكبر من سيارتي وأعطيته لخالي، ورجعت لإنقاذ ابني الأصغر، فرأيت حينها خالي وابني يسقطون في حفرة والمياه تغمرهم، وسقطت بعدها في نفس الحفرة أنا وابني الصغير، ليسقط ابني الصغير، ويسقط ابني الأكبر أيضـًا من يدي خالي، وهكذا فقدت ابنيّ الوحيدين وجرفهما السيل".
ويتابع أخصائي السلامة بأنه وخاله قاما بمساعدة الخادمة وإخراجها من السيل، ثم قاما بمساعدة ابن خالتي بمساعدة زوجتي التي أصيبت بحالة إغماء وهي لا تصدق ما رأته، فلذتي كبدها يبتلعهما السيل بلا رحمة.
وبعد هذه الحادثة المؤلمة، قامت فرق الدفاع المدني وأقارب العائلة بالبحث عن الشقيقين المفقودين، حيث عثر على الابن الأكبر معلقاً بشجرة، والآخر عثر عليه بعد 20 ساعة على مسافة نحو 3 كيلو مترًا وسط وادي تثليث متوفيان.