تحولت ظاهرة الهدايا المرافقة لكل عملية إمداد بالبنزين بنوعيه للسيارات بسعر يفوق الـ 10 ريالات إلى سمة من سمات محطات المحروقات البترولية في المملكة، إذ تنتشر في غالبية المدن كعروض ترويجية للمحطة رغم انحصارها في نوعين لدى الجميع ممثلين في كراتين المناديل الورقية، وزجاجات مياه كبيرة مجاورة لرائحة البنزين، وواقعة تحت أشعة الشمس.

والمفارقة العجيبة في هذا النوع من «الهدايا» أنها مصحوبة بأمراض بكتيرية بحسب من استقصت آراءهم «الحياة»، إثر استخداماتها عبر الفم، الأنف، والأذن، إضافة إلى إعطائها دلالة سلبية تجاه المنتج السعودي باعتبار أن غالبية كراتين المناديل الموزعة «سعودية الصنع».

وأوضح اختصاصي أمراض جلدية الدكتور أسامة إبراهيم لـ «الحياة» أنه تم إجراء اختبارات لعينات من المناديل الموزعة كهدايا من محطات الوقود كشفت عن عدم صلاحيتها للاستهلاك البشري، مبيناً أن غالبية جهات الصنع ليس مصرحاً لها.

ويؤكد عامل في محطة وقود لـ «الحياة» أن توزيع المناديل يهدف إلى استخدامها في تنظيف زجاج السيارة، أو مسح اليدين.

ولا تقتصر الأضرار على المشكلات الصحية بل تنعكس على الاقتصاد الوطني من خلال التسويق الرديء للمنتج السعودي، إذ يوزع كهدية بدلاً من أن يباع كمنتج.

وقال نائب رئيس اللجنة الصناعية في غرفة جدة للتجارة والصناعة إبراهيم شقدار لـ «الحياة» إن تقديم الجودة المتدنية للمنتج السعودي كواجهة عبر هدايا محطات الوقود يؤدي إلى عدم ثقة المستهلك بقيمة المنتج في مختلف المجالات، داعياً وزارة التجارة والصناعة إلى الحد من الظاهرة الشاهدة للعيان.