استبق أنصار مرشح التيار السلفي "المستبعد" من انتخابات رئاسة الجمهورية في مصر، حام صلاح أبو إسماعيل، المظاهرة المليونية التي دعت قوى سياسية مختلفة لتنظيمها في ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية القاهرة الجمعة، بتنظيم مسيرة حاشدة، مساء الخميس، للمطالبة بتغيير اللجنة القضائية العليا للانتخابات الرئاسية.

وطالب أنصار أبو إسماعيل، الذي استبعدته لجنة الانتخابات من السباق الرئاسي، بعدما تبين لها أن والدته حصلت على الجنسية الأمريكية، خلال مسيرتهم من ميدان التحرير إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون بمنطقة "ماسبيرو"، بإلغاء المادة 28 من الإعلان الدستوري، و"تطهير" الإعلام المصري، كما رددوا شعارات تطالب بإنهاء حكم المجلس العسكري.

وبالنسبة لمليونية الجمعة، فقد أعلن "تحالف ثوار مصر" مشاركته في المظاهرة، بهدف "استمرار الثورة، وتنفيذ مطالب جميع فئات الشعب"، مشيراً إلى أنه حدد ثلاثة أهداف سوف يطالب بها في ميدان التحرير، وهي "تعديل المادة 28 من الإعلان الدستوري، وتغيير أعضاء اللجنة العليا للانتخابات، وتسليم السلطة في الموعد المحدد وعدم تأجيل ذلك ولو ليوم واحد."

وطرح "تحالف ثوار مصر"، وفق بيان للمتحدث باسمه، عامر الوكيل، "أسماءً بديلة، متفق عليها من الجميع، لتحل محل الثلاثي، الذي شكك فيه الكثيرون من القضاة أعضاء اللجنة العليا، بحيث يتم استبدال المستشار فاروق سلطان بالمستشار حسام الغرياني، والمستشار عبد المعز إبراهيم بالمستشار أحمد مكي، والمستشار حاتم بجاتو بالمستشار زكريا عبد العزيز، مما سيضفي ارتياحاً ويجعل اللجنة محل ثقة من الجميع."

وأكد البيان، بحسب ما أورد موقع "أخبار مصر" التابع للتلفزيون الرسمي، نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن "شباب الثورة يرفضون ما حدث في الجمعة الماضية، من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، الذين لم يلتزموا بما وصفه بميثاق الميدان، ورفعوا صور مرشحهم محمد مرسي، رغم مطالبة الجميع بعدم استغلال الميدان في أي نوع من أنواع الدعاية الانتخابية."

كما طلب الوكيل من أنصار المرشح المستبعد، حازم أبو إسماعيل، "عدم رفع صور أو شعارات لنصرة شخص بعينه، لكي يظل الميدان لكل المصريين المؤمنين بحقوق هذا الشعب في الحياة الكريمة"، مضيفاً أن التحالف اتفق مع أعضاء الجبهة السلفية، على الالتزام التام بتوحيد الأهداف، ونبذ أي نوع من أنواع الدعاية الانتخابية.

في المقابل، أعلنت حركة "شباب 6 أبريل - الجبهة الديمقراطية" مقاطعتها لمظاهرات الجمعة، وقالت في بيان لها إن "أسباب المقاطعة ترجع إلى أن الحركة لن تستجيب لدعوات أطراف تبتغى تحقيق أهداف خاصة بها"، كما أكدت أنها "لن تنجرف مرة أخرى لفخ استخدام القوى الثورية في معركة تصفية الحسابات، بين القوى السياسية من ناحية، والسلطة الحاكمة من ناحية أخرى، لتحقيق أهداف حزبية أو خاصة بجماعة معينة."

كما أعلن "اتحاد شباب ماسبيرو" عدم مشاركته في مليونية "جمعة إنقاذ الثورة "، والتي دعت إليها جماعة الأخوان المسلمين، والتيارات السلفية، وقال في بيان أصدره الخميس، إنه "لا يرى مبرراً لهذه الجمعة، بعد التصديق على قرار العزل السياسي وتفعيله، وتأجيل إعداد الدستور إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية، والتعهد حتى الآن بتسليم السلطة في 30 يونيو (حزيران) المقبل."

واعتبر الاتحاد، وغالبية أعضاؤه من النشطاء المسيحيين، أن "هذه الدعوة تستهدف جر التيارات الإسلامية لقوى سياسية أخرى، بهدف استعراض العضلات، واستمداد قوة مفتقدة، بعد خسارة التيار الإسلامي لرصيد كبير داخل الشارع خلال الفترة الأخيرة"، مؤكداً رفضه المشاركة "حتى لا يكون أداة يستخدمها إسلاميون في محاولة لتجميع قوتهم، على حساب البسطاء."

وأشار بيان نشره اتحاد شباب ماسبيرو على صفحته بموقع "فيسبوك"، إلى أن "الإخوان والسلفيين اختاروا أن يدعو لمليونيات عندما شعروا بفقدان منصب الرئاسة، وعندما شعروا بتوتر بينهم وبين المجلس العسكري، بعد فترة طويلة كانوا حلفاءً أساسيين للعسكر، وتصدوا للمليونيات التي كان يدعو إليها شباب الثورة للحفاظ على الثورة، ورفض انتهاكات العسكر."

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة أنها اتخذت كافة الترتيبات اللازمة لتوفير الخدمات الصحية لتأمين مليونية الجمعة، بتوفير 25 سيارة إسعاف مجهزة للدفع بها لتغطية كافة محاور ميدان التحرير، بالإضافة إلى توفير 3 عيادات طبية متنقلة مجهزة وكاملة.