وصل البارحة إلى مطار الملك فهد في الدمام وعبر رحلة الخطوط السعودية القادمة من بيروت، المواطنان السعوديان، توفيق وعبد الله الشقاقيق اللذان تم تحريرهما بعد ثمانية أيام من اختطافهما من قبل عصابة عراقية مكونة من أربعة أشخاص. وقال لـ "الاقتصادية" توفيق وعبد الله الشقاقيق، إنهما اختطفا وأودعا في شقة سكنية بالقرب من بيروت، وتعرضا للتعذيب والضرب، بكل أنواعه بالعصي و"الأهواز"، حيث كان الغرض من ذلك هو الابتزاز. وأضاف أنهما دفعا للعصابة في البداية 40 ألف دولار والتي كانت بحوزتهما ليوقفوا تعذيبهما، بعد ذلك استولى أفراد العصابة المكونة من أربعة أشخاص على البطاقات الائتمانية وطلبوا مبلغ 200 ألف دولار إضافة إلى ما حصلوا عليه في البداية، حيث طلبوا من الأهل تحويلها لهم. وأشار المختطفان إلى أن السفارة السعودية في لبنان نسقت مع الأمن اللبناني لإعداد كمين للقبض على أفراد العصابة عند تسلمهم المبلغ من قبل أهالي المخطوفين. وأضافا أن أفراد العصابة خرجوا لتسلّم المبلغ المتفق عليه مع الأهالي وأودعاهما داخل حمام الشقة، وأنهما تمكنا من كسر باب الحمام والفرار من الشقة بعد أن رميا نفسيهما من أعلى السور ليتعرض أحدهما لكسر في الرجل وآخر في الظهر واليدين. وعندما شاهدهما الناس هناك أبلغوا الجهات المختصة ليحضر مسؤولون من السفارة لإنقاذهما، بعد أن استمرت مدة اختطافهما ثمانية أيام. وأشاد المختطفان بما وجداه من حرص واهتمام من قبل سفارة خادم الحرمين الشريفين في لبنان منذ الإبلاغ وحتى المغادرة إلى السعودية، مقدمين شكرهما لأعضاء السفارة فردا فردا، وللقيادة الرشيدة على اهتمامها بأبنائها المواطنين.
وشهدت صالات المطار أمس لحظة وصول الشابين المتخطفين حضورا كثيفا من الأهالي والأقارب وأعداد كبيرة من المستقبلين لهما. وكانت السفارة السعودية في لبنان قد تابعت القضية من اليوم الأول وحتى تحريرهما بالتنسيق مع السلطات اللبنانية، كما اطمأن علي العسيري سفير خادم الحرمين الشريفين في بيروت على صحة أحد المخطوفين وهو عبد الله الشقاقيق خلال زيارة قام بها أمس إلى مستشفى الجامعة الأمريكية في العاصمة بيروت، بينما غادر توفيق الشقاقيق المستشفى بعد أن أجريت له الكشوفات الطبية والرعاية الطبية الكاملة. وأوضح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان علي بن سعيد عواض عسيري في حينها أن العصابة التي اختطفت السعوديين في لبنان تنتمي لدولة عربية، كاشفا عن حيثيات حادث الاختطاف قائلا: "إن عصابة تنتمي لدولة عربية اختطفت المواطنين بعد خداعهما واستدراجهما، واحتجزتهما في شقة سكنية في إحدى المناطق المتاخمة لمدينة بيروت وقامت بتعذيبهما جسديا لمدة ثمانية أيام وطالبت ذويهما في المملكة بمبالغ مالية كبيرة لإطلاق سراحهما". وأضاف: "ما إن أبلغنا عن الواقعة حتى تحركت السفارة على الفور ونسقت مع الأجهزة الأمنية اللبنانية التي أظهرت مهارة عالية في تعقب الخاطفين، ما أدى إلى كشف الشقة التي اعتقل فيها المواطنان السعوديان وتحريرهما بعد خطة محكمة وضعت بين الأجهزة الأمنية اللبنانية والسفارة". وأشار السفير عسيري إلى أنه تم توقيف اثنين من الخاطفين فيما لا يزال البحث مستمرا للكشف عن بقية أفراد العصابة، مؤكدا أن هناك متابعة مستمرة بين السفارة والأجهزة اللبنانية في هذا الصدد. وفيما نوه السفير بالجهود التي قامت بها الأجهزة اللبنانية دعا المواطنين السعوديين الذين يزورون لبنان للسياحة أو للإقامة إلى عدم الثقة المفرطة بما يعرض عليهم من خدمات مماثلة وأن عليهم السكن في الفنادق المعروفة والابتعاد عن الشقق الخاصة. كما حث سفير المملكة لدى لبنان المواطنين على الحضور إلى السفارة لتسجيل جوازاتهم والحرص في تنقلاتهم وعدم الاقتراب من المناطق الحدودية مؤكدا ضرورة تواصل المواطنين مع السفارة التي وضعت في خدمتهم موظفين على مدار الساعة للاستفسار عن أي موضوع أو تقديم أية مراجعة أو شكوى.