كشف لـ"الشرق" الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية المهندس عبدالعزيز الحقيل، عن قرب انتهاء أزمة تكدس الحاويات في ميناء الرياض الجاف خلال الأسبوعين المقبلين، التي بدأت قبل حوالي أربعة أسابيع.

وقال إن "سبب الأزمة يعود إلى المشغل الجديد الذي استلم الميناء، بعد توقيعه اتفاقية مع المشغل السابق، تتضمن نقل كفالة جميع العمال التابعين له، تفاجأ المشغل الجديد بعد فترة بسيطة من بدء العمل، بانسحاب العمالة لسبب غير معلوم، ما تسبب في تكدس البضائع بشكل كبير. وأشار الحقيل إلى أنه "تم إنذار المقاول لسرعة التحرك وحل الموضوع بشكل فوري، وإلا ستضطر المؤسسة الى سحب المشروع منه، ونقله إلى مقاول آخر". وتابع "تجاوب المقاول، ووقع عقدا مع شركة خدمات الموانئ العالمية، المُشغلة لميناء الملك عبدالعزيز في الدمام، التي وفرت له منذ السبت الماضي، العمالة اللازمة والمعدات التي يحتاجها في ميناء الرياض. وأضاف الحقيل أن هناك لجنة ستشكل بعد انفراج الأزمة لتحديد الجهة التي ستتحمل دفع رسوم أرضيات الحاويات المكدسة، سواء كان المشغل السابق أو الحالي أو الميناء الجاف في الرياض". وأكد مدير الإدارة في شركة شرق للتجارة والملاحة، علي آل يعقوب أنه تلقى خطابا من قبل الشركة المشغلة لميناء الملك عبدالعزيز، يطالبه بعدم استيراد المزيد من البضائع في الوقت الحالي، نظرا لما يشهده ميناء الرياض من تكدس، فيما قال وكيل شركة خط هينقن، حسين الضامن ان بعض الوكالات خاطبت الخطوط الملاحية، لإيقاف بعض السفن القادمة إلى ميناء الدمام حتى لا تتعرض بضائعهم للتلف، وخاصة المواد الغذائية أو البضائع التي لا تتحمل درجات حرارة عالية. وعلمت "الشرق" أن مسؤولين في الميناء الجاف في الرياض، أوعزوا للشركة المشغلة لميناء الملك عبدالعزيز بأنه لا مانع أن تقوم بتسليم الحاويات لأصحابها ممن يرغبون في ذلك، بدلاً من تسليمها في الميناء الجاف، اختصاراً للوقت والجهد.

النعيم: ميناء الملك عبدالعزيز لم ولن يرفض استقبال أي باخرة

أكد مدير عام ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام نعيم النعيم أن الميناء لم ولن يرفض استقبال أي باخرة متجهة إليه، وأوضح لـ"الشرق" أن الطاقة الاستيعابية للميناء تبلغ مليونين ومائة ألف حاوية سنويا. وقال: "لم يصل الميناء إلى هذا الرقم حتى الآن، حتى نرفض استقبال أي باخرة".

وحذر مدير التسويق والمبيعات بشركة كانو للتوكيلات إيهاب الجاسر من أزمة حقيقية في حال استمرار الوضع على ما هو عليه في ميناء الرياض الجاف، متسائلا "نمر بهذه الأزمة قبل أن ندخل في وقت الذروة، فكيف الحال إذا وصلنا إلى ذروة الموسم مع قرب دخول شهر رمضان"، مؤكدا أنه "في حال لم توجد حلول عاجلة لهذه الأزمة، فإن التجار سيلجأون إلى وسائل النقل البري، ذات الكلفة العالية، مقارنة بالنقل البحري، وهو ما سيرفع أسعار السلع على المستهلك النهائي"، مؤكداً أن 80% من الارتفاعات التي تحدث في قطاع التجزئة والمواد الغذائية المستوردة يأتي بسبب ما يحدث خلال عمليات التخليص والشحن وارتفاع في أسعار النقل.

الجمارك: تشكيل فريق لمتابعة الأزمة ومحاولة حلها

أيد المتحدث باسم الجمارك عبدالله الخربوش، ما ذهب إليه الحقيل، بأن مشكلة تكدس الحاويات في ميناء الرياض الجاف، ناتجة عن ضعف أداء المقاول الجديد الذي تم التعاقد معه من قبل المؤسسة العامة للخطوط الحديدية. وفي محاولة من مصلحة الجمارك لإيجاد حلول مناسبة لحل هذه الأزمة قامت بالتنسيق مع إدارة الميناء ومسؤولي المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، إلا أن المقاول الجديد لم يتمكن من التغلب على المشكلات الناتجة عن عدم خبرته في مثل هذا المشروع، وقامت إدارة جمرك الميناء الجاف بجهود ذاتية للسيطرة على الموقف وتقليص حجم التبعات الناجمة عن هذه المشكلة من خلال تشكيل فريق طوارئ يعمل بمعدل 14 ساعة يومياً يؤدي خلالها أعمالاً ميدانية للبحث عن الحاويات وتحديد مواقعها في ساحات التخزين ومتابعة العمال وسائقي المعدات التشغيلية لتحضيرها إلى ساحة المعاينة الجمركية وقد ساهم ذلك بشكل كبير في فسح مايزيد على سبعة آلاف حاوية.