أدانت بريطانيا، يوم السبت، المذبحة التي وقعت في إحدى البلدات السورية، داعية إلى عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن للأمم المتحدة، ومحاسبة كاملة عن هذه "الجريمة المروعة."
وجاءت إدانة بريطانيا بعد وقت قصير من إعلان نشطاء المعارضة السورية عن مقتل 43 شخصا في أنحاء سوريا يوم السبت، 20 منهم في حمص، وخمسة في إدلب، وستة في دمشق، وخمسة في درعا، وثلاثة في ريف دمشق، واثنين في حلب، وواحد في كل من الحسكة وحماة.
وأشار وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إلى "تقارير موثوق بها ومروعة" تفيد بأن القوات السورية قتلت عددا كبيرا من المدنيين، بمن فيهم الأطفال، في بلدة الحولة.
من جهته، قال أحمد فوزي المتحدث باسم كوفي عنان، المبعوث الدولي المشترك إلى سوريا، إن "أكثر من 92 شخصا، بينهم 32 طفلا تقل أعمارهم عن 10 قتلوا جراء قذائف المدفعية على بلدة الحولة."
وقال فوزي إن رئيس بعثة مراقبة الأمم المتحدة في سوريا، الجنرال روبرت مود، أدان بأشد لهجة ممكنة "هذه المأساة الوحشية التي وقعت في بلدة الحولة."
وأضاف "أكد المراقبون من دراسة الموقع استخدام قذائف المدفعية في القتال في واحد من الأحياء السكنية في الحولة،" غير أمن "الظروف التي أدت إلى عمليات القتل بهذه المأساوية لا تزال غير واضحة."
وجاء في تقارير من لجان التنسيق المحلية من سوريا، وهي شبكة من الناشطين، أنه عثر على مزيد من الجثث حتى يوم السبت قرب موقع المذبحة.
وقال هيغ في بيان: "أولويتنا الملحة هي إقامة الاعتبار الكامل لهذه الجريمة المروعة وإلى التحرك بسرعة لضمان تحديد المسؤولين عنها ومحاسبتهم،" مضيفا "نحن نتشاور مع حلفائنا على وجه السرعة من أجل استجابة دولية قوية، بما في ذلك مجلس الأمن الدولي، والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وسوف تتم الدعوة لعقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن."
وتابع قائلا إن "نظام الأسد يجب أن يضمن الوصول الكامل والفوري لبلدة الحولة ومناطق الصراع الأخرى في سوريا لفريق مراقبي الأمم المتحدة، ووقف جميع العمليات العسكرية والامتثال الكامل لخطة المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة كوفي عنان."
واتهم التلفزيون السوري الذي تديره الدولة "العصابات الإجرامية والجماعات الإرهابية،" بتنفيذ مجزرة الحولة، بينما لمن تأتي الوكالة العربية السورية للأنباء على ذكر واقعة الحولة، لكنها قالت إن 16 مدنيا قتلوا من قبل "إرهابيين" يوم الجمعة في جميع أنحاء البلاد.
وقالت لجان التنسيق المحلية، إن نظام الأسد ارتكب "جريمة بربرية" في الحولة، وسط حمص، عندما أقدم على قصف الأحياء السكنية بالقذائف الصاروخية وقذائف المورتر، وأكدت في بيان أصدرته السبت، أن الحملة العسكرية انتهت بقيام مسلحي النظام بذبح عائلات بأكملها بدم بارد.
وتابع البيان: "إننا في لجان التنسيق المحلية، نشعر بالألم بسبب صمت المجتمع الدولي إزاء نزيف الدماء، ونعتقد أن مجس الأمن التابع للأمم المتحدة يتحمل مسؤولية عدم توفير الحماية للمدنيين السوريين.. وندعو المجلس الآن إلى اتخاذ خطوة أكثر فاعلية، باتجاه إجراءات أكثر قوة تظهر موقفه حيال ممارسات النظام."
من جانبه، أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، من مقره في العاصمة البريطانية لندن، بأن الحملة العسكرية لقوات الأسد على مدينة الحولة، خلفت أيضاً ما يزيد على 300 جريحاً، وقال إن 13 طفلاً سقطوا قتلى ضمن الضحايا، بينما أشارت تقارير أخرى إلى أن 55 طفلاً راحوا ضحايا مجزرة الحولة.
وعبر ناشط سوري من مدينة حمص عن استيائه من موقف المجتمع الدولي إزاء ما يجري في بلاده، وقال الناشط، ويُدعى أبو عماد، لـCNN السبت: "إنه أمر لا يُصدق أن هناك سبعة مليارات شخص يعيشون على هذا الكوكب، وجميعهم لا يمكنهم أن يفعلوا شيئاً عما يشاهدونه في محطات التلفزيون"، وتابع موجهاً حديثه للمجتمع الدولي: "افعلوا شيئاً."
وأظهرت مشاهد فيديو على موقع "يوتيوب" صور عشرات الأطفال، ذكرت أنهم قُتلوا في مدينة الحولة السورية، حيث انتشرت جثثهم على الأرض، فيما كان بعضها تغطيها بطاطين تكسوها الدماء، كما أظهرت إصابة بعض الجثث في الرأس.
يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من صحة التقارير الواردة من سوريا، نظراً لقيود يفرضها النظام على وسائل الإعلام الأجنبية.