ربما تكون شاهدت فيلم "Stargate" الشهير، بطولة كيرت راسل، الذي تدور أحداثه في مصر أوائل القرن الـ20، والذي حقق أرباحا تزيد عن 200 مليون دولار خلال 3 سنوات هي مدة عرضه في العديد من دول العالم.
لكن هل تعلم ما هو مصدر إلهام مؤلفي هذه الأفلام والمسلسلات؟ هل تعلم أن هناك برنامجاً سرياً باسم "ستارغيت" لإجراء اختبارات على قدرات خارقة للبشر، في بعض المواقع التابعة لوكالة المخابرات الأميركيةCIA على مدى 20 عاماً.
بحسب موقع "Live Science"، جرت أحد التجارب في إطار "العملية ستارغيت"، والتي تعني "بوابة النجوم"، لاختبار وسيط روحاني، حيث نجح في تكرار رسومات لم يرها ولم يسمع عنها من قبل.
وثائق CIA السرية
إنها ليست فقرة ساحر للتسلية، وإنما هو سرد لوقائع رسمية من وثائق سرية أفرجت عنها وكالة المخابرات المركزية الأميركية في عام 1995.
واستغرق فحص الوثائق التي تخطى عددها عدة ملايين عشرات السنوات. وتشتمل مجموعة من الملفات على هذه المعلومات، التي يمكن وصفها بأنها إحدى أغرب مبادرات الجيش الأميركي، فيما يتعلق بإجراء اختبارات على القدرات النفسية والميتافزيقية لبعض الأشخاص بغرض الاستخدام لصالح المخابرات العسكرية الأميركية.
السيطرة على العقول
عُرف البرنامج، الذي بدأ في عام 1978 واستمر لمدة عقدين، باسم "ستارغيت". وظل "ستارغيت" إبان تلك الحقبة في إجراء تجارب اختبار لتقنيات "السيطرة على العقول"، ودراسة تقارير عما يسمى بالظواهر النفسية أو الروحانية، التي نشأت وراء الستار الحديدي وحول العالم.
إن الستار الحديدي، بمعنييه المادي والمجازي، هو حدّ يفصل بين أوروبا الغربية والشرقية، وقد ظل هذا الستار الذي فرضه الاتحاد السوفيتي السابق قائماً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 وحتى نهاية الحرب الباردة بانهيار الاتحاد السوفيتي عام 1990.
12 مليون صفحة
يقول مسؤولون في CIA في بيان صدر مؤخراً إنه تم نشر ملفات "ستارغيت" على الإنترنت، في إطار أداة البحث في قاعدة بيانات سجلات CIA المعروفة اختصارا بـCREST، التي تضمنت ما يصل مجموعه إلى 930 ألف ملف، تم رفع السرية عنها، وتحتوي على أكثر من 12 مليون صفحة.
تعرض إحدى وثائق CREST، بيان مهمة لـ"ستارغيت"، مختوماً عليه بأنه "غير مسموح بالإفصاح عنه للمواطنين الأجانب"، ويصف البيان هدف المشروع بأنه: "إنشاء برنامج باستخدام علم النفس لتطبيقات الذكاء".
"علم النفس النفسي!"
وبالبحث في المعاجم، وفقاً لما تقوله الكاتبة الأميركية وندي فيسبرغر بمقالها في موقع "Live Science"، كانت النتيجة مثبطة للهمة حيث كانت "تعوزنا معرفة معاني" أو ترجمة لمصطلح psychoenergetics "علم النفس النفسي".
ومع ذلك، فإن معهد William A. Tiller للعلوم النفسية قام بتعريف "علم النفس النفسي" على أنه تبادل للطاقة، يمكن أن يتأثر بالوعي.
أغرب الغرائب
لفهم كيف يمكن أن تحدث عمليات التبادل للطاقة - وكيف يمكن للمخابرات العسكرية الاستفادة منها - قام مشروع "ستارغيت" بتوثيق تقاريرعديدة عن الأشخاص، الذين يستخدمون عقولهم للتلاعب بالأشياء أو قراءة أفكار الآخرين.
وتشمل الوثائق حسابات للمعالجين الروحانيين في روسيا والمكسيك، والـ"firewalkers" (أي المشاؤون على النار) في اليونان.
كما تضمنت الوثائق روايات منتقاة عن الـ poltergeists (أي الأشباح التي تصدر أصواتاً مزعجة) والأماكن (التي يزعمون) أنها مسكونة بالأشباح، بالإضافة إلى تجارب مثل اختبار ثني المعادن من خلال السيطرة عن بعد بواسطة العقل.
وأجرى "ستارغيت" أيضاً اختبارات لمعرفة ما إذا كان يمكن ممارسة القدرات النفسية على القيادات، بشكل مقنن وتحت ظروف خاضعة للرقابة والسيطرة.
عنقود العنب
شارك الخبير النفساني أو الوسيط الروحاني الشهير أوري غيلر في سلسلة من التجارب على مدى 8 أيام في أغسطس 1973.
وخلال هذه الاختبارات، قام غيلر بتكرار الرسومات التي قام شخص آخر بإنتاجها، والتي لم يتمكن من رؤيتها ولا سماعها.
فقد كان غيلر، بحسب وثائق CIA، في غرفة محكمة الإغلاق بدون نوافذ وتم عزلها بدائرة كهربائية من كافة الجوانب، في حين تجمع عدد من باحثي الـCIA في إحدى القاعات البعيدة عن تلك الغرفة، وقاموا بعمل عدد من الرسوم على أوراق، وفي نفس الوقت تقريبا تم الطلب من غيلر أن يقوم بكتابة ما يخطه الباحثون في هذه اللحظة، فقام بتكرار الرسومات، التي لم يسبق له رؤيتها أو عرف بها، مثل عنقود من العنب.
اشتهر غيلر منذ الستينيات بادعائه القدرة على ثني ملاعق الطعام وإصلاح الساعات مستخدماً قوة العقل، كما أن موقعه الإلكتروني يذكر أموراً كثيرة، يصعب تفسيرها علمياً، فهو يدعي القدرة على التخاطب عن بعد (telepathy) واستكشاف مواقع المياه الجوفية والمعادن تحت سطح الأرض وجعل البذور تنبت بقوة العقل.
التحكم عن بعد بقوة العقل في الأشياء
أدلة مقنعة وفشل في الاستمرار
وتوصل الباحثون من خلال أداء غيلر في هذه التجربة وغيرها إلى أدلة مقنعة على قدراته النفسية، وفقاً لما سجله مراقبو CIA في الدراسة. ولكن عموماً، فشل برنامج "ستارغيت" في جمع بيانات كافية لدعم أو تكرار أنشطة "علم النفس النفسي"، وأخيرا تم وقف المشروع في عام 1998.
معلومات مثيرة
وتشير بعض الوثائق المتاحة على الإنترنت أن الـCIA، بحسب موقع "realitysandwich.com"، حصلت على معلومات تفصيلية عن القواعد السوفيتية السرية خلال الحرب الباردة، بل ومكان اختفاء الرهائن المحتجزين بواسطة الجماعة الإرهابية المعروفة باسم "الألوية الحمراء" في إيطاليا، وموقع الضحايا في أزمة الرهائن الإسرائيلية ومواقع صواريخ سكود خلال حرب الخليج الأولى وحتى الهجوم الوشيك على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك! (الذي قام به خبير روحاني يعمل لحسابه وتم تجاهله حتى بعد وقوع الأحداث كما قام بوصفها).